لماذا دُفن سيدنا يوسف فى نهر النيل ولماذا لم يُدفن في الأرض ومن النبي الذي أخرجه وأين قبره الآن؟
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن سيدنا يوسف -عليه السلام- توفي بعد والده ودفن في نيل مصر، وهذا أمر غريب وفريد وقد يكون ذلك إشارة إلى المكان الطاهر.
وأضاف علي جمعة خلال برنامج «مصر أرض الأنبياء» المذاع على الفضائية الأولى، أن النيل له قداسة كبيرة بين الأديان، منوهًا بأنه أحد أنهار الجنة،مستدلًا بما رواه "مسلم" في صحيحه (164)، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «رَأَى أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجُ مِنْ أَصْلِهَا نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الْأَنْهَارُ؟ قَالَ: أَمَّا النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ: فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ: فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ».
وتابع علي جمعة: إن سيدنا يوسف -عليه السلام- ظل مدفونًا في نيل مصر في تابوت إلى أن جاء سيدنا موسى -عليه السلام- وأخرجه من قبره ودفنه في أرض فلسطين، وهذا مذكور في الكتب المقدسة الرواية الشعبية أو فيما يتناقله الناس من أخبار عن النبي يوسف -عليه السلام-".
وكان الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، قد أوضح كيف تمكن سيدنا يوسف بحكمته من إدارة شئون البلاد أثناء سنوات الرخاء والعجاف.
وقال «جمعة»، في برنامجه «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي «عمرو خليل»، على فضائية « cbc»، إنه بعد خروج سيدنا يوسف من السجن وصل إلى منصب عزيز مصر وأصبح رجل دولة أساسه الحكمة، فيضع الشيء المناسب في المكان المناسب، وأيضًا لديه العلم، مؤكدا أن "من لديه الحكمة والعلم فهو رجل دولة".
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن سيدنا يوسف كان في السبع سنوات الرخاء يدخر ويجعل خزائن الدولة تشتري المحاصيل من الأهالي والمزارعين ثم تضع مخزونًا استراتيجيًا لها، لتشهد السنة الأولى من السنوات العجاف تقدم الخدمة أو المحصول من جانب الدولة للأهالي بمقابل مالي وليس بشكل مطلق أو مجاني، بهدف جمع الأموال في خزينة الدولة.
وتابع المفتي السابق أنه في العام الثاني من السنوات العجاف حدثت مقايضة بين السلع والمحاصيل التي يزرعها الأهالي وبين المحاصيل الخاصة بالدولة، وفي العام الثالث كانت بتبادل بين الأهالي بأراضيهم وعقاراتهم مقابل مخزون الدولة، وفي السنة الرابعة كان المقابل هو خدمة الأهالي للدولة نفسها، مشيرًا إلى أنه بعد انتهاء السنوات العجاف أصبحت مصر من أغنى أغنياء دول الأرض بسبب حسن الإدارة.
ولفت الدكتور على جمعة، في بداية الحلقة، إلى أن قلب سيدنا يوسف - عليه السلام- اطمأن لله فاستطاع إدارة الأزمة بنجاح باهر وتجربة زاخرة اشتملت على كثير من المبادئ والنظريات الاقتصادية التي تعلمها البشر بعد ذلك، وأكدت هذه القصة أن النبي يوسف - عليه السلام- تمكن من تطويع الشعب بأكمله حتى الملك وحاشيته، فانطوي الجميع تحت لوائه في قيادة الأزمة؛ فكان نجاحا باهرا وعملا نافعا مستمرا برصيد أخلاقي كبير عند الله والناس.