الإثنين 25 نوفمبر 2024

اتاها زوجها ذات يوم وقال لو علمتي أن أصلي من الج0ن فهل ستعيشين معي؟

انت في الصفحة 6 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

القارب


وغدت تغفو من التعب والخوف والحزن
وإذا بضربةٍ شديدةٍ في ظهر القارب
أفزعتها هلعًا وكادت أن تقلب القارب
أخذا القارب يتأرجح تأرجحًا شديدًا
امسكت بالنسر وتوسطت القارب وهي ترتجف ذعرًا باكية

احتضنت زوجها بشدة وهي تدعو ان تتجاوز هذه المحنة
سكن القارب أخيرًا وسكن روعها أيضا وقالت مطمئنتًا نفسها قد تكون صخرةً ضربة ظهر القارب اذ انني لااستطيع تخمين عمق هذا البحر

أطلت برأسها من حافة القارب محاولةً قياس العمق وإذا بضربةٍ اخرى اقوى من الاولى
انفلت النسر من يديها وسقطت خارج القارب
في عمق البحر

سكن كل شيء
والتف البرد بجسمها من كل جانب أغمضت عينيها مستسلمة لاتريد ان ترى هذا المجهول
أخذت تنزل في الاعماق يداها ممدودة ورجلاها ملتفتان واحدة حول الاخرى
لقد يئست من المحاولة

لكن فجأة ظهر زوجها في مخيلتها
قائلًا عشتار.. لاتستسلمي لقد اقتربتي من الوصول ساعديني

تذكرت زوجها الذي كان ملقًا في قعر القارب ففتحت عيناها وإذا بمخلوقٍ مفزع كان واقفا امام وجهها بسكون

أصيبت بفزع شديد ولاشعوريًا ارتدت للخلف ضاربتًا اياها برجلها التي اصابت حلقه

أخذت تسبح للاعلى بسرعة
لا أصعب من المoت غرقًا في البحر خوفًا

كانت كلما اقتربت من السطح تزيد سرعتها تسبح وتسبح ودموع عيناها الدافئة تمتزج ببرودة الماء فتضفي قشعريرةً حول عينيها مع اختلاط ملوحة الماء بملوحة دمعها
فجأةً وإذا بيدٌ أمسكت برجلها تسحبها للاعماق
لم ترد النظر لتلك اليد فقط أخذت تعفر في عمق البحر وهي تهز رأسها بالنفي باكية ووجهت رفسةً الى شيءٍ بدا انه رأس

افلتتها تلك اليد اخيرا
واخذت تعلو سباحة بسرعة فقد اوشك نفسها ان ينقطع وكانت على يقين انه ان امسك بها مرةً اخرى ستكون النهاية

وصلت للسطح أخيرًا آخذةً نفسًا لم تأخذ مثله في حياتها كانت بقرب حافة القارب الذي كان مستوى الماء قد وصل فيه فوق النصف وخرج ذلك الوحش قرب الحافة الأخرى

كان هذا هو “الدلهاب” فصيلة من الجن تسكن البحر صورته إنسان بدون ملامح فقط وجه اخضر بدون عينين ولا انف له فم كبير واسنانٌ كأسنان قرش جلده كصخر البحر يتعرض للمراكب ويقذف أهلها في البحر

حين رأته يسبح مقتربًا اليها فزعة وقفزة ممسكتًا بطرف القارب الى ان استقرت في بطن القارب أخيرا والقت بنفسها جانب نسرها

ياللهول أخيرا عدت للقارب الحمدلله
رفعت نسرها بسرعة عن الماء
الحمدلله مازال ينبض وجسمه دافئ

احتضنته لصدرها وامسكت بالمجداف وعادت تخرج الماء بسرعة إذ لايوجد وقت للتنفس

كما أن الدلهاب عاد يضرب القارب ايضًا محاولًا رميها مرة اخرى مماساعد في اخراج الماء من القارب سريعًا
اخيرًا عاد مستوى الماء في القارب تحت الثلث
ولكنه مازال يتأرجح

أدركت أنه لولا ثقل الماء الموجود في قعر القارب لكان انقلب بسهولةٍ من اول مرة
لقد فهمت الآن فقط لما قام ذلك الجني “الشق” بثقب القارب
تذكرته بامتنان
لتوها فهمت مقصده من ثقب القارب اذ كانت حانقةٍ عليه من قبل
كان يعلم ان الدلهاب سيهاجمها لاشك ألهذا خيرها بين القوارب الثلاثة ياترى، ماذا كان سيحدث لو اختارت أحد القاربين الأحمران هل اللون الأحمر سيجذب جنًا آخرين أم هل يصعب خرق القارب ذو اللون الأحمر؟
لا أدري كل ماعرفه انه ساعدني نوعًا ما

استعاد القارب توازنه أخيرًا وعم السكون من جديد إلا انها كانت تحس ان الدلهاب لن يستسلم بسهولة وانه لاشك يريد مفاجأتها ليلقيها مرةً اخرى

كانت تترقب بحذرٍ شديد لدرجة انها نسيت ان تبكي
لامكان للبكاء هاهنا
يجب ان اتشجع لم اصل هنا حتى اكون فريسةً لهذا الجني الاعمى
ان كان يريد القتال ساقاتله حتى اخر رمق
لن اغلق عيني بعد الآن ولن أيأس إن كنت سأموت فإني سأموت بشرف الدفاع عن زوجي وعائلتي

لكن ترى اين ذهب هل استسلم؟

انت في الصفحة 6 من 13 صفحات