اتاها زوجها ذات يوم وقال لو علمتي أن أصلي من الج0ن فهل ستعيشين معي؟
“جلجامش..جلجامش”
جاء جني من أعلى المنارة بسرعة لسامد وقال: سيدي جلجامش فوق الجسر مسرع قادم باتجاه القلعة
أثار وقع الخبر فرحةً صامتة في أعين قوم جلجامش
عيقم بغضب: لقد شككت أنه هرب منذ البداية يالك من أحمق ياسامد
صرخ سامد: ارموه بالسهام ألا يصل جلجامش إلى هنا هل فهمتم
كان جلجامش يمشي على الجسر بثقة تليق به لم يبقى سواه هو فقط من بمقدوره قلب الموازين اليوم
اجتمعت ثلاث كتائب فوق سور القلعة بسرعة تصف ثلاثة صفوف وبترتيب متناغم
رمت جلجامش بستة آالاف سهم دفعة واحدة ستة آلاف سهم تحلق في الهواء بسرعة تشق الرياح متجهةً لجلجامش وحده وكأنها ضربة قاضية استل جلجامش سيفه عين الذئب ووجهه عاليا تجاه الأسهم فانجذبت نحوه بسرعة رهيبة ثم أرجع سيفه للخلف والأسهم تتبع السيف أينما دار ودفع به للأمام مرة أخرى بقوة جبارة فانطلقت الأسهم جميعها عائدة نحو السور بسرعة واخذت تصطاد من تصطاد وتقتل من تقتل وتنغرس في سور القلعة وكأنها مطر المoت.. مطر أسود أظلمت السماء منبأةً بقدومه أثار هروب الكتائب الثلاث فوق السور فوضى عارمة في ساحة القلعة مع أمل جديد لأهل القلعة برجوع أميرهم بمثل هذه القوة الجبارة وأنه مازال هنالك أمل
وضع جلجامش السيف وراء ظهره مظهرا عين الذئب كانت الرماح حين تقترب من جلجامش تنفر منه وتسقط على جانبي الجسر بفضل قطب المغناطيس والجنود متعجبون ممايحدث أمامهم أخيرًا خرجت كتيبة من ألفي جندي بسيوفهم ودروعهم وأسلحتهم منهم من يركض ومنهم من يطير ومنهم من يزحف مسرعين لمجابهة جلجامش والقضاء عليه
والتحمت الزوبعة بالكتيبة حتى احتوت الكتيبة كلها وصوت قرع السيوف كان قويًا جدًا مصاحبًا لصراخ الجنود الذي بدا وكأنه هلع من عذاب مظلم داخل الزوبعة يهز كيان كل من ينظر لتلك القوة الجبارة
انهزم جنود عيقم هاربين لداخل القلعة وراء عيقم وعيقم يتفرج مذهولا من هول هذه القوة المفزعة
عيقم: هذا هو سيف يارخ إذًا.. ياله من سلاح فتاك سيسعدني أن امتلكه وأضمه لمجموعتي
في هذه الأثناء كانت عشتار تسقط في سماء ليست سماء لونها بنفسجي يميل للصفرة اخذت عشتار تنظر وهي تسقط كانت تعلم أنها دخلت لعالم الجن كانت تبحث عن شيء أو وسيلة ما كانت تؤمن أنه في هذا العالم وفي أي عالم مهما زادت الصعاب والمخاطر لابد من وسيلة ما للخروج والنجاة فقط عليها أن تدع الخوف جانبا.. وتفكر
مدت جسمها بشكل أفقي فغدت كأنها تطفو على الريح وتسيرها الرياح ببطء للأسفل
أخذت تنظر بتركيز فرأت شيئًا بدا وكأنه سحابة عملاقة للوهلة الأولى لكنها حين ركزت النظر غدا ذلك الشيء كأنه شبكة عنكبوت كبيرة ملتصقة بالسحب
مدت جسمها للأمام وغدت تتجه لشباك العنكبوت ببطء كانت تتوجس خيفة من الوصول لشباك العنكبوت لكنها أيقنت أنه لابد من سبب لوجود شباك العنكبوت في السماء وحيث أنه لم يوجد لها خيار آخر اتجهت للشبكة الكبيرة
بين السحب في وسط السماء حاولت التحرك لكن دون جدوى كانت عالقةً تمامًا
فجأة جاءها الصوت من الخلف صوت تتوقع صاحبه حين تكون عالقًا في شبكة عنكبوت كبيرة
التفتت عشتار لترى عنكبوت عملاقة جدًا لها ثمانية أرجل وستة أعين لكن أعينها جميعها بدت وكأنها مطموسة سوى عين واحدة قالت العنكبوت: أهلًا بك في سماء سراب إلى أين وجهتك هاهاهاها
نظرت عشتار لهذه العنكبوت العملاقة لابخوف بل باستغراب ثم قالت: هل تسكنين السماء لاصطياد فرائسك
العنكبوت: بل أنا حارسة المعبر السماوي لأرض الجن
عشتار: وكيف تكونين حارسة عالم الجن هل أنت جنية؟؟
العنكبوت: ليس من الضروري أن يكون كل من هو موجود في هذا العالم جني. هل أنت جنية؟
عشتار: آه.. صدقت
العنكبوت: ما اسمك؟
كادت عشتار أن تقول اسمها لكنها اكتفت بقول: أنا عابرة سبيل عبرت في سلام اقتربت العنكبوت من عشتار ترقبها جيدًا بعينها الواحدة قائلة: أنت إنسية..عشتار.. هل أنت عشتار زوجة جلجاماش
سكتت عشتار فهي لاتعلم هل هذه العنكبوت عدو أم صديق لكن العنكبوت بادرتها: أنت هي.. أنت تلك الإنسية… أنت زوجته فخاتمه في إصبعك
عشتار بحزم: نعم.. أنا الإنسية زوجة أمير الجن ضحكت العنكبوت ضحكة خفيفة وقالت: أتعلمين لما العنكبوت تبني شباكًا
أحست عشتار بالقلق لكن كان عليها مسايرة هذا الوحش العملاق فقالت: حتى تكون لها كالبيوت
العنكبوت: ههههه لا.. بل الشباك نصنعها لاصطياد الفرائس.. نحن نؤمن بالقدر فالرزق محتم.. نجهد أنفسنا بصنع الشبكة وبعد ذلك نجلس براحة ننتظر ضالتنا بدل السعي وراءها فالدنيا كالدولاب صنعت لتدور وماذهب لابد أن يعود يومًا
عشتار بخوف: لا أفهم ماتقولين
العنكبوت: لم أكن عوراء من قبل لكن كان عشيقك جلجامش يتسلل يوميا لأرض الإنس حتى يراك إلى أن جاءني يوما مرسول من أبيه بمنعه من الذهاب لأرض الإنس وحين أتى جلجامش مسرعا للذهاب لأرض الإنس لكي يراك اعترضت طريقه وخضنا عراكًا عنيفًا أسفر بفوز جلجامش طبعًا بعد أن فقأ أعيني جميعها ماعدا واحدة
لم اعترض طريقه بعدها لأنني كنت واثقة كل الثقة أنه سيأتي يوم وأجد انتقامي في شباكي
أخذت عشتار تنظر في أرجاء المكان علها تجد شيء تستطيع الاستفادة منه أو أن يوحي لها بفكرة ما إذ لم يكن بمقدورها تحريك حتى يديها الملتصقتان بشباك العنكبوت لكن لم تجد سوى فضاء شاسع
العنكبوت: هه لامفر من شباكي سأفقأ عينيك وأرسلك لجلجامش