خمسة رجال قتـ. ـــلهم سيدنا جبريل بنفسه ؟ فمن هم وما قصتهم ؟ وماذا فعلوا ؟
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
وأبو طاهر الفقيه، هو محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود الزيادي، الشافعي، من أئمة الفقه والحديث.
وعمر بن عبد الله بن رزين، ثقة.
قال الذهبي رحمه الله تعالى:
"عمر بن عبد الله بن رزين، عن ابن إسحاق، وابن طهمان، وعنه أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف وجم١عة: ثقة نبيل" انتهى من "الكاشف" (2/64).
لكن قال عنه ابن حبان رحمه الله تعالى:
"عمر بن عبد الله بن رزين السلمي، من أهل نيسابور، يروي عن سفيان بن حسين الغرائب" انتهى من "الثقات" (8/438).
وهذا الخبر روي من طرق عن تلامذة ابن عباس رضي الله عنه.
ومن ذلك ما رواه عبد الرزاق في "التفسير" (2/262) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَعُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ )، قَالَ: ( الْمُسْتَهْزِئُونَ: الْوَلِيدُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ، وَالْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ، وَعَدِيُّ بْنُ قَيْسٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ مَرُّوا رَجُلًا رَجُلًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ جِبْرِيلُ فَإِذَا مَرَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: كَيْفَ تَجِدُ هَذَا؟ فَيَقُولُ: بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ، فَيَقُولُ جِبْرِيلُ كَفَيْنَاكَهُ..." فساق كيفية هلاكهم مع بعض الاختلاف عن السياق السابق.
لكن في سنده عثمان الجزري ضعيف الحديث، وأما قتادة فمدلس ولم يصرح بسماعه لهذا الخبر من مقسم.
وروي أيضا عن عكرمة ومن ذلك ما رواه عبد الرزاق أيضا في "التفسير" (2/263)؛ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)، قَالَ: (هُمْ خَمْسَةٌ كُلُّهُمْ هَلَكَ قَبْلَ يَوْمِ بَدْرٍ: الْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو زَمْعَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الطَّلَاطِلَةِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ).
وهذا إسناد رواته ثقات.
كما تتأيد هذه الروايات بأن هذا الخبر ورد عند أئمة السيرة، ومن ذلك، ما ساقه ابن هشام رحمه الله تعالى، حيث قال:
" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُؤَدِّيًا إلَى قَوْمِهِ النَّصِيحَةَ عَلَى ما يلقى منهم من التكذيب والأذى والاستهزاء، وَكَانَ عُظَمَاءُ الْمُسْتَهْزِئِينَ، كَمَا حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: خَمْسَةَ نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَكَانُوا ذَوِي أَسْنَانٍ وَشَرَفٍ فِي قومهم.
مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى بْنِ قُصَي بْنِ كِلَابٍ: الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدِ أَبُو زَمَعَةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنِي، قَدْ دَعَا عَلَيْهِ لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُ مِنْ أَذَاهُ وَاسْتِهْزَائِهِ، فقال: اللهم أعم بصره، وأثكله ولده.
وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ: الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ.
وَمِنْ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ.
وَمِنْ بَنِي سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب: الْعَاصُ بْنُ وَائِلِ بْنِ هِشَامٍ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: الْعَاصِ بْنُ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سعيد بن سهم.
وَمِنْ بَنِي خُزَاعَةَ: الْحَارِثُ بْنُ الطُّلَاطِلَةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ لؤي بن مَلَكَانَ" انتهى من "سيرة ابن هشام" (2/ 50–51).
فالحاصل؛ أن هذه الأخبار يؤيد بعضها بعضا مما يبيّن أن لهذا الخبر أصلا، ومثله يستأنس به في التفسير والسيرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"والقصة في إهلاك الله واحدا واحدا من هؤلاء المستهزئين معروفة، قد ذكرها أهل السير والتفسير وهم على ما قيل نفر من رؤوس قريش: منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسودان ابن المطلب وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس" انتهى من "الصارم المسلول" (2/316).
والله أعلم.