مَا هُو الرُوح القُدس ؟ فى قوله تعالى: وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس فى سورة البقرة
القول في تأويل قوله تعالى: وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ
قال أبو جعفر: يعني بقوله: (وآتينا عيسى ابن مريم البينات)، أعطينا عيسى ابن مريم.
* * *
ويعني بـ " البينات " التي آتاه الله إياها: ما أظهر على يديه من الحجج والدلالة على نبوته: من إحياء الموتى، وإبراء الأكمه، ونحو ذلك من الآيات، التي أبانت منـزلته من الله، ودلت على صدقه وصحة نبوته، كما:-
1483 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني محمد بن إسحاق قال، حدثنا محمد بن أبي محمد، عن سعيد بن جبير، أو عكرمة، عن ابن عباس: (وآتينا عيسى ابن مريم البينات): أي الآيات التي وضع على يديه: من إحياء الموتى، وخلقه من الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله، وإبراء الأسقام، والخبر بكثير من الغيوب مما يدخرون في بيوتهم، وما رد عليهم من التوراة، مع الإنجيل الذي أحدث الله إليه.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى: وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ
قال أبو جعفر: أما معنى قوله: (وأيدناه)، فإنه قويناه فأعناه، كما:-
1484 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك: (وأيدناه)، يقول: نصرناه. يقال منه: " أيدك الله "، أي قواك،" وهو رجل ذو أَيْد، وذو آد "، يراد: ذو قوة. ومنه قول العجاج:
من أن تبدلت بآدي آدا *
يعني: بشبابي قوة المشيب، ومنه قول الآخر:
إن القــداح إذا اجــتمعن فرامهــا
بالكســـر ذو جَــلَد وبطش أيِّــد
* * *
ثم اختلف في تأويل قوله: (بروح القدس). فقال بعضهم: " روح القدس " الذي أخبر الله تعالى ذكره أنه أيد عيسى به، هو جبريل عليه السلام.
* ذكر من قال ذلك:
1485 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: (وأيدناه بروح القدس) قال: هو جبريل.
1486 - حدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي قوله: (وأيدناه بروح القدس)، قال: هو جبريل عليه السلام.
1487 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك في قوله: (وأيدناه بروح القدس)، قال: روح القدس، جبريل.